کد مطلب:266681 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:251

مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله، وسلام علی عباده الذین اصطفی، سیدنا محمد وآله الطاهرین.

جری فی مجلس الوزیر السید - أطال الله فی العز الدائم بقاءه، وكبت [1] حساده وأعداءه - كلام [2] فی غیبة (صاحب الزمان) [3] ألممت بأطرافه؛ لأن الحال لم تقتض الاستقصاء والاستیفاء، ودعانی ذلك إلی إملاء كلام وجیز فیها یطّلع به علی سر هذه المسألة، ویحسم ماد‎ة الشبهة المعترضة فیها، وإن كنت قد أودعت الكتاب الشافی فی الإمامة وكتابی فی تنزیه الأنبیاء والأئمة (علیهم السلام) من الكلام فی الغیبة [4] ما فیه كفایة



[ صفحه 32]



وهدایة لمن أنصف من نفسه وانقاد لإلزام الحجة، ولم یحر تحیّر[اً] عانداً عن المحجة [5] .

فأولی الأمور وأهمها: عرض الجواهر علی منتقدها، والمعانی علی السریع إلی إدراكها، الغائص بثاقب فطنته إلی أعماقها، فطالما أخرس عن علم، وأسكت عن حجة، عدم من یعرض علیه، وفقد من تهدی إلیه، وما متكلف [6] نظماً أو نثراً عند من لا یمیز بین السابق واللاحق [7] والمجلی والمصلی [8] إلا كمن خاطب جماداً أو حاور مواتاً [9] .

وأری من سبق هذه الحضره العالیة - أدام الله أیامها - إلی أبكار المعانی، واستخراجها من غوامضها، وتصفیتها من شوائبها، وترتیبها فی أماكنها، ما ینتج [10] الأفكار العقیمة، ویذكی [11] القلوب البلیدة، ویحلّی



[ صفحه 33]



العلوم والآداب فی أفواه من أمرت [12] فی لهواته [13] ، وشحطت [14] عن خطواته، وشق علیه ارتقاؤها واعتلاؤها.

فصار أكبر حظ العالم والأدیب وأسعد أحواله أن ترضی منه فضیلة اكتسبها ومنقبة دأب لها، وأن ینتقدها علیه ناقد الفضائل [15] فلا یبهرجها [16] ویزیّفها، وأن تنفق فی السوق التی لا ینفق فیها الثمین [17] ولا یكسد فیها إلاّ المهین.

ونسأل الله تعالی فی هذه النعمة الدوام، فهی أكبر وأوفرمن الاستضافة إلیها والاستظهار بغیرها، وهو ولی الإجابة برحمته.

وإنّی لأری من اعتقاد مخالفینا: «صعوبة الكلام فی الغیبة [18] وسهولته علینا [19] ، وقوته فی جهتهم، وضعفه من جهتنا» عجباً!

والامر بالضد من ذلك وعكسه عند التأمل الصحیح، لأن الغیبة فرع لأصول متقدمة، فإن صحت تلك الأصول بأدلتها، وتقررت بحجّتها، فالكلام فی الغیبة أسهل شیء وأقربه وأوضحه، لأنها تبتنی علی



[ صفحه 34]



تلك الأصول وتترتب علیها، فیزول الإشكال.

وإن كانت تلك الأصول غیر صحیحة ولا ثابتة، فلا معنی للكلام فی الغیبة قبل إحكام أصولها، فالكلام فیها من غیر تمهید تلك الأصول عبث وسفه.

فإن كان المخالف لنا یستصعب [20] ویستبعد الكلام فی الغیبة قبل الكلام فی وجوب الإمامة فی كل عصر وصفات الإمام، فلا شك فی أنه صعب، بل معوز متعذر لا یحصل منه إلاّ علی السراب.

وإن كان (له مستصعباً) [21] مع تمهد تلك الأصول وثبوتها، فلا صعوبة ولا شبهة، فإن الأمر ینساق سوقاً إلی الغیبة ضرورة إذا تقرّرت أصول الإمامة.


[1] جاء في هامش «ب» ما نصه:

الكبت: الصرف والإذلال، يقال: كبت الله العدو، أي: صرفه وأذله.

[2] جاء في هامش «ب» ما نصه: فاعل جري.

[3] في «ب»: الإمام.

[4] الشافي 1 / 44 - 54، تنزيه الأنبياء والأئمة: 180.

[5] ما أثبتناه هو الأنسب معي، ويمكن أن تقرأ العبارة هكذا:

«ولم يحر تحيّر عاندٍ عن المحجة».

وكان في «أ»: «ولم يجز بخبر عامداً...».

وفي «ب»: «ولم نحر نحير عامداً...»

وعند يعند- بالكسر- عنوداً، أي: خالف ورد الحق وهو يعرفه، فهو عنيد وعاند. (الصحاح2 / 513-عند).

[6] من هنا تبدأ نسخة «ج».

[7] السابق: هو الذي يسبق من الخيل (لسان العرب 10 / 151 - سبق).

اللاحق: الفرس إذا ضمرت (لسان العرب 10 / 328- لحق).

[8] المجلّي: السابق الأول من الخيل. والمصلّي: السابق الثاني منها (لسان العرب 14 / 467 - صلا).

[9] في «ب»: جاور مواتاً.

[10] في «ب»: سنح. وسنح لي رأي في كذا: عرض لي أو تيسر. (الصحاح 1 / 377، لسان العرب 2 / 491 - سنح).

[11] في «أ» و «ب»: يزكي.

[12] أمر، كمرّ، فعلّ من المرارة - ضدّ الحلاوة-؛ أنظر: لسان العرب 5 / 166 - مرر.

[13] اللهوات، جمع اللهاة. وهي الهنة المطبقة في أقصي سقف الفم. (الصحاح 6 / 2487، لسان العرب 15 / 261-262- لها).

[14] الشحط: البعد. (الصحاح 3 / 1135، لسان العرب 7 / 327 - شحط).

[15] في «ج»: للفضائل.

[16] البهرج: الباطل والرديء من الشيء (الصحاح 1 / 300 - بهرج).

[17] في «ب»: اليمين.

[18] أي من جهة اعتقادهم بعدمها.

[19] كذا العبارة في النسخ الثلاث، وفي «رسالة في غيبة الحجة» المطبوعة في المجموعة الثانية من رسائل الشريف المرتضي، ص 293، هكذا: فإن المخالفين لنا في الاعتقاد، يتوهمون صعوبة الكلام علينا في الغيبة وسهولته عليهم،....

[20] في «أ» و «ب»: يستضعف.

[21] في «ج»: يستصعبها.